الخميس، 10 مارس 2005

( 3 - 4 ) مطرف بن درعه والوفــاء بالعـهـد وأخذ ثــأر زميـع بن رفعان بن حمد آل مخلص 


يعتبر الوفاء بالعهــــد من أخلاق العرب الأصيلة حيث أن الرجل كان في أيام الجاهلية ينطق بالكلمة فتصبح عهداً وعليه أن يفي بها وقد كان قديماً  في الجاهلية الرجل الذي لا يوفي بعهده يقومون بالتشهير به ثم بعدها يقومون الناس  بالابتعاد عن التعامل  معه وكان الوفاء في الجاهلية يتمثل حفظ الجوار وأداء الأمانة والوفاء بالعهود ثم جاء الإسلام لكي يشدد على حفظ العهود عامة  وأداء الذمم والأمانات سواء للأصدقاء أو للأعداء وذلك اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ولقوله تعالى  ( والموفون بِعَهْدِهِمْ إِذَا عاهــدوا ), والوفاء هو خلق شريف وهو من خلق الكرام وقد قال الأمام علي بن أبي طالب   :

     
لا خير في وعد إذا كان كاذباً   

                           
ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ   

وقد اشتهرت قبيلة آل مخلص بالوفاء بالعهود وكان خير مثال لذلك  الشيخ مطرف بن درعه الذي أعطى العهد لصاحبه وكان على استعداد بأن يوفي بالعهد حتى ولو كلف الأمر بأن يفقد حياته وهي أثمن وأغلى ما يملك في سبيل الوفاء بالعهد  , حيث أنه في ذلك الوقت كانت قبيلة آل مطلق في حروب مع القبائل المجاورة  , وكان مطرف بن درعه وزميع بن رفعان قد أتفقوا وتعاهدوا فيما بينهم بأن من يقتل من العدو اولاً  فإن الرجل الثاني والباقي على قيد الحياه  تحرم عليه زوجته حتى يأخذ الثأر ويوفي بالعهد وتم الاتفاق  على ذلك وبعد مرور سنة قتل الشيخ زميع بن رفعان وبعد وصول خبر قتله لقبيلة آل مخلص قاموا بالاستعداد لأخذ الثأر المقربين منه فرفض ذلك مطرف بن درعه وأخبرهم بالعهد الذي بينه وبين أبن عمه وصاحبه زميع بن رفعان وبأنه يجب عليه بأن يوفي بهذا العهد مهما كلف الأمر وقال : والله لن يأخذ ثأر زميع بن رفعان  أحد غيري وبعد ذلك قاموا بالغزو مجموعة من قبيلة آل مخلص ومن ضمنهم مطرف بن درعه وعندما وصلوا الى المكان المقصود وشاهدوا الرجل المطلوب قتله ثم أراد أحد الموجودين بأن يقتله فقام بمنعه مطرف وقال والله لن يقتله أحد غيري وقد أخبرت الجميع بذلك  وبعد ذلك تراجع الرجل و قام مطرف بالهجوم على العــدو , وقتله بالرمح وقام بأخذ الرمح الذي كان مع الرجل المقتول والسلاح الذي كانه معه أيضاً و عاد الى أصحابه بعد أخذ الثأر ,  وبعدها عاد الجميع بعد قتل الرجل المطلوب إلى ديارهم وأهلهم وقام مطرف بن درعه بالعرضه الحربية خلال وصوله  لقبيلة آل مخلص وذلك تعبيراً عن النصر وأخذ الثأر والوفاء بالعهد .