الأحد، 5 فبراير 2006



( 2 - 3 ) الشيخ محمد بن ساقيه وأخذ ثأر خاله الشيخ علي بن حمد بن محمد الملقب (علي بن مسعده آل مخلص) 



قتل الشيخ علي بن مسعدة من احد القبائل المجاورة  ثم جاء بعد ذلك أحد الشيوخ المعروفين بالوجاهة والإصلاح بين القبائل لكي يحقن الدماء بين القبيلتين ولكي يتم الصلح وقال بأن القبيلة التي قام أحد أفرادها بقتل الشيخ علي بن مسعده سوف تقوم بعمل صلح ودية وسوف تقوم ايضاً بإرضاء قبيلة آل مخلص فرفض الشيخ محمد بن ساقيه قبول الصلح وقال والله لن أقبل الصلح مع قاتل خالي وخال أبنائي ولن أرضى إلا بقتله ,
 (( كان خاله ,  لأن امه هي ساقيه بنت مسعده وهي أخت علي بن مسعده من جهة الأم  , وكان خال ابنائه لأن أم أبنائه هي درعة بنت حمد بن محمد وهي أخت علي بن مسعده من جهة الأب ))   . 

وبعد مرور فترة من الزمن ذهب الشيخ محمد بن ساقيه ومعه أبن أخته الشيخ صالح بن سمره والشيخ علي بن جذنه والشيخ مسفوه بن جذنه وكلهم قد عرفوا بالشجاعة  , وقد أتفقوا على أن يسيرون ليلاً وعندما كانوا في الطريق قال محمد بن ساقيه من باب التوصية لأبن أخته  صالح بن سمره  الغالي عنده  و المقرب لديه حيث قال  له : صالح يا ولدي أحذر من طعنة الدغــزة  , وفي ذلك حكمة من الشيخ محمد بن ساقيه تدل على حكمته وبعد نظره وتدل أيضاً على التذكير والتحذير ولكي تؤثر عليه ويكون لها ردة الفعل المناسبة إذا حان وقتها ولكي لا يتكرر  نفس الخطأ الأول ايضاً عندما تم تصويب أحد الرجال المطلوبين في فخذه بدلاً من التصويب على البارود الذي كان يحمله مع سلاحه , و حيث أن الحرب لا تقبل القسمة على أثنين وكذلك لكي تكون ضربة أبن أخته ضربة قاضية ولكي تدل على أنها ضربة خبيــــر بالمعارك يسددها إلى حيث ينبغي حتى يضمن لنفسه الانتصار السريع , وبعد ذلك  تم الاتفاق بينهم بأن يقوم علي بن جذنه ومسفوه بن جذنه بالمراقبة وحمايتهم حيث أن آل جذنه كانوا مشهورين بالحنكه والشجاعة ودقة الإصابة للخصم والعدو , وقد اتفقوا ايضاً مع  رجال آخرين من أحد القبائل بإحراق جزء من النخيل و بالرمي بثلاث بنادق عند الوصول للبيت المطلوب لكي يخرجون الأعداء من بيتهم وعندما وصل محمد بن ساقية و صالح بن سمره الى البيت المطلوب تم أحراق النخيل والرمي بثلاث بنادق  كما تم الاتفاق عليه من قبل  ,  ثم أمروا الرجال الذين كانوا بداخل البيت المرأة لكي تخرج وتتأكد بأنه لا يوجد أحد خارج المنزل أو حوله , وقالوا لها خذي شعله من النار لكي يتم إضاءة الطريق أمامك ولكي تتأكدين بأن الطريق آمن أمامنا وقبل وصولها الى الباب الخارجي انطفأت الشعلة التي كانت معها  ثم عادت الى  الرجال تخبرهم بانه لايوجد أحد بالخارج ثم قالت ( دربكم سفر ) أي أن الطريق آمن ولا يوجد خطر أمامكم ثم خرج الرجل الأول وكان صالح ابن سمره أمام الرجل الاول وضربة ضربة قوية مع الكتف ونزل بالسبيكي الى البطن وشق هذا الجزء ورماه الى خاله  حيث أن الكلمة التي قالها له خاله قد وقعت في نفسه موقع الاستفزاز والتحدي , وفي تلك اللحظات كان محمد بن ساقيه وهو يقتل الرجل الثاني ويشقه بالسبيكي من الكلية اليسرى الى الكلية اليمنى وقام بقسمه الى نصفين ثم  رد بعد ذلك على أبن اخته  قائلاً:  بأن هذا طعن الزعل يا صالح ثم أخذوا سلاح الرجال المقتولين  وذلك كأثبات بأنهم أنتصروا على أعدائهم وقاموا بأخذ الثأر , وتم ايضاً أسترجاع بندق الشيخ علي بن مسعده  , ثم عادوا الى أصحابهم بعد الأنتصار , وفي صباح اليوم التالي  قاموا بالعرضه الحربية  , بالبنادق التي حصلوا عليها تعبيراً عن فرحة الانتصار وعند سماع صوت البنادق قال احد المشايخ الموجودين والله انها صوت بندق ابن مسعده واصوات بنادق الرجال الذين قتلوا كذلك  وهم الأن يعرضون بها جميعاً بعد الانتصار والأخذ بالثأر , وقد كان قديماً يتم معرفة مكان الشخص من صوت بندقه  و يتم معرفة صاحب البندق من صوتها  أيضاً   , 

أما الشيخ محمد ابن ساقيه والشيخ صالح ابن سمره فقد كانوا يرددون الأبيات التالية في العرضه الحربيه وكانت من ابيات  أبن سمره  :  


رد البـــــــــــــــراء والصـــلــــــح منـــــــا                


               والنـــــــــــــذل مـا نسمــــــــع جوابـــــــه


ربعــــــي على الحــــــــــــارب تــثــــنــــــا                


               مثــــــــــل البحـــــــر تصفــــــق جــلابـــه


حــــــــــرابنــــــــا وفقـــــــــــــه معنـــا          


               نسقيــــــــه ســـــــــــــمٍ مـــــــا درى بـــه


________________________________________



ابيات ابن سمره يرويها الشيخ محمد بن مسفر آل مخلص