السبت، 4 فبراير 2006



( 2 - 4 ) الشيخ محمد بن ساقيه وأبنه حسين وأخذ ثأر رجلان من قبيلة آل مطلق . 


قام أثنان من أحد القبائل المجاورة وهم معروفين بشجاعتهم وقوة بأسهم  وكان يضرب بهم المثل في الشجاعة بقتل رجلين من قبيلة آل مطلق وكان أحدههم مقتول في ليلة زواجه  غدراً , وقد علم الشيخ محمد بن ساقيه بذلك هو وأبنه حسين بن درعه وكان حسين في ذلك الوقت صغيراً في السن ولكن كبيراً  في الفعل  , وقال الشيخ  لأبنه : علينا بأن نكون أمامهم وقد توقع مرورهم مع أحد الطرق , وقد كان الوقت ليلاً وكان  الشيخ محمد بن ساقيه محتزم بالسبيكي وفي يمينه الرمح  وابنه كان معه عصا من الشوحــط وكان يهتم بها كثيراً ويجهزها للقتال وكان رأسها مثل رأس الرمح تماماًً وعصي الشوحط  معروفة بقوتها , وعند رؤيتهم قام الأب بتوصية أبنه بأن يثبت الرجل من خلفه لأن الشيخ محمد بن ساقيه كان كبيراً في السن في ذلك الوقت , وبعدها  أنطلق  أبنه حسين بن درعه وكان أسرع من البرق ولا شك انه ينطبق عليهم قول الشاعر : 

وإن دارت بهم خيل الأعـــــــــــــادي 

                  ونــادوني أجبت متى دعيــــــــــــت

بسيــــــف حـده يـزجـــي المنــايــــا              

                 ورمح صــــــدره الحــــتف الممــيت

خلقت من الحديد أشـــــــــــد قلبــــاً
              
               و قـد بــلـــي الحــــــديــــــــد ومابـليت

وإني قد شـــــربت دم الأعــــــــــادي
             
              بأقـحــــــــاف الـــــرؤوس ومـــا رويت

وفي الحــــــرب العوان ولدت طفلاً

             ومن لــبن المعـــــامــــع قـــد  ســـقيت

فما للرمــــــــح في جسمــي نصـــيب    
           
             ولا للســــــــــــيف في أعضاي  قـــوت


وعندما شاهد الأعداء هجومهم فـــر هارباً  الرجل الأول لينجو بحياته بعد ما تأكد بأن الموت قادم لا محالة  وأختبأ في حفرة عميقة وبقي الرجل الثاني ولم يستطيع الفرار ثم قام الشاب بتسديد طعنه اليه وصوبها الى يده حيث انها اخترقت يده مع قوة الضربة وقوة رأس العصا  التي كانت مثل الرمح تماماً في قوتها  ثم قام بعد ذلك بلف ذراعيه الى رقبته لكي يضمن عدم تحريك يديه ولكي يحمي نفسه كذلك وقام بتثبيت رجليه كذلك  وعند وصول والده  قام الرجل بمحاولة الدفاع عن نفسه والالتفاف يميناً ويساراً  لكي يكون الأبن أمام الشيخ أبن ساقيه ولكي يقتل ابنه بالسبيكي بدلاً منه في ظلام الليل  ولكن  قد كان الأب أشد حرصاً على ابنه وأكثر معرفة في أمور الحروب وأكثر خبرة  في الكــر والفـــر , والذي جرب المعارك لا يستوي مع الذي لم يجربها  كما قال الشاعر :


مَتَى  نَنْقُلْ  إِلَى   قَــــــوْمٍ   رَحَــــــانَـا  

               يَكُونُـــوا  فِي  اللِّقَــــاءِ  لَهَا  طَـــحِـينَـــاً

بِشُبَّـــــــانٍ   يَرَوْنَ   القَتْلَ   مَجْــــــدَاً 

              وَشِــــيــبٍ  فِي  الحُـــــــرُوبِ  مُجَـــرَّبِـيـنَاً


وعند وصول الشيخ ابن ساقيه قام بإمساك يد الرجل ثم سأل أبنه هل اليد لك فقال أبنه : لا ,  وان اليد هي يد العدو وبعدها أعتزى الشيخ محمد بن ساقيه بعزوته وقال ( كـــــبــــيـــر البـــــخـــت أنا أبو حسين ) ثم قتل الرجل المطلوب قتله وأخذوا الرمح الذي كان معه وأخذوا الجنبية ايضاً  ثم قاموا بعدها بالبحث عن الرجل الأخر لكي يقتلونه مع الرجل الأول  , ولم يجدوه  وكتب الله له النجاة  , وبعد ذلك عادوا الى قبيلتهم  بعد  الانتصار وأخذ الثأر وبعد قتل ذلك الرجل سمي ذلك المكان الذي قتل فيه بالرجل المقتول الى يومنا هذا  , أما من ناحية الرجل الذي أختبأ  , لم يتحرك حتى ذهبوا وبعد ذهابهم قام بالفرار الى دياره وأخبر جماعته بعد نجاته بأنه لم يشعر بخوف في حياته أشد من تلك الليلة التي كتب الله له النجاة فيها .