الثلاثاء، 7 فبراير 2006


(2 -1) الشيخ مــحمـــد بن مهـــدي بن مـــحمـــد آل مــخلــص , 
المـلقب ( مــحمــد بن ســاقيـــه ) نـــسبــه وأســـرته وأبنـــائـه . 




نسبة 

هو الشيخ محمد بن مهدي بن محمد بن صالح بن محمد آل مخلص آل مطلق آل درهم آل الهرش آل سليمان الوعله آل هشام من قبيلة يام بن يصبأ من همدان 

و أم الشيخ محمد بن ساقيه ,  هي ساقيه بنت سالم بن عامر بن العجفا ال مخلص وأمها هي مسعده  بنت جودان من آل هرويل ال مخلص و الشيخ محمد بن مهدي بن محمد كان  يلقب ب محمد بن ساقيه ولقبه من جهة والدته حيث ان أغلب الشيوخ و الرجال الشجعان كانوا يدعون بأسماء أمهاتهم  وهو من شيوخ قبيلة ال مخلص وكان معروف عند رجال وعيل خاصة ويام عامه بشجاعتة وكان من الفرسان الشجعان ومن أبرز عقداء  وقادة ال مطلق في الحروب , وقد كان يعرف ايضا" بالكرم والشجاعة والحكمة وبعــــد النظر والإقدام والعزيمة في أصعب المواقف حيث كان لا يهاب الموت في سبيل الكرامة كما قال الشاعر :



لا تَـسقِني مـاءَ الـحَيــــــاةِ بِذِلَـــةٍ              



                         بَـل فَاِسقِني بِالعِـــــــزِّ كَأسَ الحَنظَــــلِ. 



مـاءُ الـحَيـــاةِ بِـذِلَّــــةٍ كَـجَهَنَّــــــمٍ             



                         وَجَـهَنَّمٌ بِـالعِـــــــزِّ أَطـــــيَبُ مَنـــــــزِلِ. 


وقد كان قديماً يفضل الرجل الشجاع  على غيره سواءً من جماعته او حتى من القبائل المعاديه  فقد كانوا  الاعداء يتسابقون على قتل الرجل الشجاع او القائد المقدام لكي يتفاخرون بذلك والشجاع له أهميته ومكانته في قبيلته أيضا" فهو يفضل على الكريم  لأنه أكرم من الكريم فلا كرم يكون فوق كريم يضع روحه فوق كفه عندما  يهجمون الأعداء على قبيلته أو يهاجمون على قبيلة أخرى وقد كان أيضاً  من النادر بأن تجتمع صفات الكرم والشجاعه والحكمه في رجل واحد واذا أجتمعت فيه فأنه يكون نادراً من الرجال وهذه الصفات قد حملها الشيخ محمد بن ساقيه , فلا غرابة في ذلك لأنه من بيت مشيخه من ناحية العمومه والخوال حيث كان من ناحية العمومه عمه الشيخ حمد بن محمد هو عقيد آل العجفا في ذلك الوقت , ووالده الشيخ مهدي بن محمد وهم من  سلالة ال العجفا من آل مخلص  مخلصين النشب بين القبائل ومن ناحية الأم  فجده هو الشيخ سالم بن عامر بن العجفا وسالم هو الأبن الوحيد للشيخ عامر بن العجفا بعد موت اخيه , وعامر بن العجفا من شيوخ آل مطلق المعروفين الذين يخلصون ويحكمون بين القبائل ويسعون بالصلاح بينهم وقد كان الشيخ عامر بن العجفا منهل للحقوق اليامية وقد تم ذكر ذلك في قصيدة قديمة قبل 400 عام تقريبا ً وقد تم وصفه بالكرم وبأنه يخلص بين القبائل ويسعى للصلاح بينهم حتى ولو كلف الأمر بأن يكون ذلك من حلاله وقد تم ذكره في قصيدة الشاعر مفرح بن قيعان السنحاني القحطاني  : 


قالــه مفـــرح قـــد تهيض بالغنـــا 



                  راس شعراء ذبيت روس اقذالها 



روس المبادي تظهر اللي في الحشا 



                       لولا المغاني كان طحت حيالها 



يالله ياللي فــــــــوقنا تنظــــر لنـــا 



                     استر عيوبي يوم كشف أعمالها 



رب تكــفــــل بالخــــلايـــق كلهـــا 



                      كل الخــــلايق دقهـــا وجــلالها 



حي براس الرمــــــح ياخـــذ لقمته  



                         يطرد ورا العيشه ويتعنى لها 



وحـــي يجيه الـــــرزق لي حانــوته   

                          مثل الهوايش في نصد مدحالها 


مثـــــل الجحيشي سالم وانظــــر له 



                             جته الذلايل بالوعي واثقالها 



مثــل ابن مشفــــي ما يخلي ديـــره 



                              خمسين متــن موثق بعقالها 



ومثل ابن مطلـق عامـــر بن العجفا 



                               يخلص الحجه وهو مغيالها



بشور ضيف الليل لي هـــب الشتا  



                            تلقى العقاير واللبن في جالها



ترعــــى بهـــا العـــرا ويبني نيها 



                        ويعطي لبنها الضيف مع هشالها



يــردع ثمــــان مع ثمـــــان لقبلت  



                    كبـــار الــرزايا لا عجـــــز حلالـهـــا

__________________________________________



بشور : أي انه يفرح به الضيف وهو يفرح بالضيف يقال انه رجل كريم ولا زالت هذه الصفه  في آل العجفا أهل كرم حاتمي وأهل عرف وأهل سوالف قل ما تلاقي أحد مثلهم 

العقاير : الصيد الوعول 

اللبن :  لبن الخلفات 

العراء : الناقه الهزيل عارية من الشحم 

نيها : سنامها 

الهشال : المسايير

يردع : يوقف ويمنع 


الرزايا : القضايا والحجج .

_________________________________________


وقد تم ذكر الشيخ عامر بن العجفا ايضا ً في كتاب بن قيعان وكانت القصيدة من الشاعر مفرح بن قيعان السنحاني القحطاني : 





قبيلنا بن جــريب وبن العـجفــا 



                            في الحد والميراد له قدامه 



الحد من سنحـــان وبن العــرجا 



                         في وجه بن عساف وبن دلامه 



وفي وجه بن شنان رسمه وأسمه



                             بيت رفيع كب عنك التامــه 



عــــاد بن ظاهر يحتمـــي ميقـــافه 



                           ونعم الدغيشي يحتمي مرسامه 



مـــن ســــاقنا بالـــــطيب عـــين رده 



                          نعم احلفـــانا مثـلنا قســــامــــه 

_________________________________________



بن جريب : من كبار العجمان عندما  كانوا في الجنوب ومن احفاده جريب بن درعان العجمي

بن العجفا : هو الشيخ عامر بن العجفا اخو صالح بن العجفا أبناء محمد بن مخلص بن مطلق بن درهم بن سليمان الوعيلي اليامي وأمه العجفا من آل حبيش العجمان سميت العجفا كانت ضعيفه في حالها وقد قاموا أبنائها بصيد الوعول والظباء لكي تأكل ويتغير حالها وعزوتهم ( ابن العـجـفـا مـضـريـهـا الـلـحــم ) والشيخ عامر بن العجفا كان منهل للحقوق للياميه ولجميع القبائل يقول صالح بن سمره آل العجفا آل مخلص


ولا عـــالــــوا العـــــربان في طلبـــاتهــم
                                        

       عند بن العـــجــــفــــا الغــــيـــــل والمعـــتـــادي



يقول الشيخ سالم بن جبعه آل عاطف بن سلطان آل مطلق وهو سادس حق في رجال وعيل


تــــنصــــا آل عـــجـــفـــا يـــا زكـــــن كــــل حــــمــراء



                          نــــــــــــعم ليــــــا رد الــــــــــبــــــرا  كــــــــل وادي





ولا زال آل العـجـفــا فيهم العـــراف ومنهم آل محمد بن راسيه .



_______________________________________

وقبيلة ال مخلص ( رحـى هـمهـم ) , من قبائل الوعله يام المعروفة بحماية الجار والمستجير  والفزعة مع القبائل الأخرى والمعروفة أيضاً بالصدق والكرم والوفاء بالعهود والصبر والشجاعة والنجدة وعدم قبول الذل والمهانة وهذه من الخصال التي تميزت بها , فكان العدو يهابهم وهو في دياره و بين قبيلته وعزوته وصديقهم عزيز ويكرم أحسن تكريم 

_________________________________________

اخوانه واخواته  :

لا يوجد له إخوان   وهو الأبن الوحيد للشيخ مهدي بن محمد .

 وله من الأخوات أخت واحده فقط   .

وهي سمره بنت مهدي بن محمد ,  (سمره بنت ساقيه )  وهي أم الشيخ الشاعر صالح بن سمرة 
_________________________________________

زوجاته وأسرته  :  

الزوجة الأولى درعه بنت الشيخ حمد بن محمد بن راسيه وأمها  من قبيلة آل رشيد  وأبنائه منها هم   :
1- حسين 2- عبدالله 3- مطرف 4- مسفر 5- مهدي 6- علي 
 وبناته منها فلوه وماتت وهي صغيره في السن


الزوجة الثانية  من قبيلة آل عازب آل فطيح آل درهم الوعله يام   وأبنائه وبناته منها هم :
 1- محسن 2- سعيد 
 وبناته منها درعه 

أبناء الشيخ محمد بن ساقيه اللذين ماتوا ولم يخلفوا اولاداً وهم كالتالي   :
1-حسين 
2- مهدي 
3- علي
 4- سعيد
 5- محسن 

و أما الذين خلفوا  وهم ثلاثة :

1- أبناء الشيخ عبدالله بن محمد بن ساقيه ( عبدالله بن درعه )  :

1-  حسين بن عبدالله 

2-   علي بن عبدالله  

3-  محمد بن عبدالله

4- مسفر بن عبدالله  ( مات ولم يخلف اولاداً ) 

5- فلاح بن عبدالله ( مات ولم يخلف  اولاداً ) 



2 -أبناء الشيخ مطرف بن محمد بن ساقيه ( مطرف بن درعه )   :

1- مسفر ابن مطرف

2- حسين ابن مطرف

3- صالح ابن مطرف

4-  محمد ابن مطرف ( مات ولم يخلف اولاداً  ) 



3- أبناء الشيخ مسفر بن محمد بن ساقيه ( مسفر بن درعه ) , آل العوراء   :

1- فلاح بن مسفر 

2- محمد بن مسفر 

3- سالم بن مسفر ( مات ولم يخلف اولاداً  ) 

4- محسن بن مسفر (مات و لم يخلف اولاداً ) 

5- حمدان بن مسفر  ( مات ولم يخلف اولاداً  )






الاثنين، 6 فبراير 2006


( 2 - 2 )  الشيخ محمد بن ساقية وأخذ ثأر الشيخ غريب بن حمد آل مخلص 




قتل الشيخ غريب بن حمد آل مخلص من احد قبائل اليمن المشهورة بكثرة رجالها وهيبة القبائل الأخرى لها وذلك عندما قام أحد الرجـال بغـــــدره وقتله في نجـــــران حيث كانــوا آل مطلـــق ذالك الـــوقـت في نجــــران فصاح الصايــح واجتمعــــوا آل مطلــق في مكـان يقال له ( نهوقة ) وذلك للقيام بغزوة واخذ الثأر فتشاوروا الرأي على غزوة هذه القبيلة فقال احدهم عددهم كثير وعددنا قليل وبدلاً من قتل المطلوب قد ينتصرون علينا القوم و يجب علينا بأن  نباغتهم ونجمع رجالنا كلهم ونغزوهم غزوة الكل يدري بها ويتكلم عنها ونأخذ ثأر  الأول والتالي ونشفي غليلنا منهم وننتقم منهم اشد الانتقام  , ولأنهم في هذا الوقت بالذات حاسبين حسابنا وبعد ذلك اتفقوا افراد القبيلة على هذا الكلام ورفض الشيخ محمد بن ساقيه العودة معهم وقال انني أعرف مكان وطريق للرجل سوف يأتي معه والرجل لازال باقي في الوطن خلفنا وقال الشيخ صالح بن سمرة وانا حالي  من حال خالي وبعدها غزى الشيخ محمد بن ساقيه ومعه ابن أخته وقاموا بالأنتظار للرجل  في المكان المتوقع مروره منه  , وبعد ان شاهده محمد بن ساقية من مكــان بعيد قال يا صالح الرجل لقد وصل و قال صالح هل أنت متأكد يا خال بانه الرجل المطلوب ؟ قال نعم متأكد منه وهات البندق التي معك لكي لا تخطئ إصابة الهدف المطلوب ! ثم رفض ابن سمره إعطائه البندق , وكان الشيخ محمد بن ساقيه معه السبيكي والرمح وكان معه ايضاً ما يسمى بالمرصع , وذلك لكي يضمن قتل المطلوب وعند اقتراب الرجل قام بوزن البندق  صالح بن سمرة  والتصويب على البارود الذي كان من ضمن اغراض الرجل  لكي تثور به وشاءت الأقدار بأن تصاب فخذه بدلاً من البارود وبعد ذلك قام الشيخ محمد بن ساقية وأعتزى بالعزوة المشهورة (  مــحــــقــق الأوجـــــــــاب أنا أخـــــو ســـمرة  ) وأخذ  المرصع  وأنطلق الى الرجل المطلوب وقام بضربه بالمرصع الذي كان معه على رأسه وكان مشهور بتصويبه  الذي لايخطئ  وبعد ذلك قام بقطع رقبته بالسبيكي  وسقط الرجل على وجهة ومات وقاموا بأخذ جنبيته والسلاح  الذي كان معه واقبلوا يعرضون بالعرضة الحربية وهي معروفه عند قبائل يام عند الانتصار أو عند أخذ الثأر من العدو , وعندما قاموا يعرضون بالعرضة الحربية أمام القبائل بنجران فاستغربوا بأن يقتل هذا الرجل !!  وقال احدهم بأن فلان يقف لكم لكي تقتلونه !!!  فلان محنك ,  فقال احدهم دعني أنظر إلى الجنبية التي معك وقال بعد رؤيتها والله ان هذه الجنبيه له وقد قام برهنها عندي لكي اسمح له بأخذ  كمية من البـــر ( و يقصد بالبر الدقيق الأسمر ) وبعدها تأكد الجميع بأن الرجل قد تم قتله وأخذ الثأر منه بعد التأكيد من جهة البائع الذي قام برؤية السلاح والتأكد منه بأن الجنبية كانت خاصة بالرجل المقتول    . 


وقال بعد ذلك الشيخ  الشاعر صالح بن سمرة  آل مخلص أبيات طويلة منها : 


عمر عيني و وجدي وانبرى حـــــــــــالــــــــــي

                  عبــرة الجــوف من الأنــــــذال مكنونـــــــــــة 

ابن ( .......... ) شله ضبـــــــــع الاسهـــــــــادي              

                يـــــــوم وصلـــــــه رجــــــــال ما يحنـونـــــــه 



وبعد قتل الشخص المطلوب تجمعوا مرة اخرى ال مطلق على رأس الشيخ محمد بن ساقية وعلى رأس الشيخ رفعان والشيخ صالح بن سمرة وغيرهم من الرجال الشجعان وقد صبحوا القوم في ديارهم  وقتلوا اكثر من 25 رجل  في ذلك اليوم . 



وقال الشاعر  نديل بن سمرة  القصيدة التالية  :



عـشـة بــراش عليها ماطرٍ جثــــلا        


              سبله رصــاصٍ سنا البارود حاديه

لما مطر في قوي الغار هشــــولا         


              والعـــامل اللي سنياً بايسقيــــه

ساقت عريجٍ خذينا تسعــةٍ قتـــــلا          


               وغريبٍ في هـــددنا بانطريــــــه

واما ابن (....) تشله ضبعة الخــلا          


                تاكل جنوبه وتشبع من ثناديـــه

غير يالايمي مال ضيفانٍ على وخلا       


                يامال ضيفٍ على عسرٍ يوازيــه

ويالايمي مال كسر الساق حتمــلا          


                 بفرنجيٍ من قريب وقعت فيــــه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرصع : ( وهو نوع من أنواع الحجر وذات حجم معين و تستخدم في القتال )

الأحد، 5 فبراير 2006



( 2 - 3 ) الشيخ محمد بن ساقيه وأخذ ثأر خاله الشيخ علي بن حمد بن محمد الملقب (علي بن مسعده آل مخلص) 



قتل الشيخ علي بن مسعدة من احد القبائل المجاورة  ثم جاء بعد ذلك أحد الشيوخ المعروفين بالوجاهة والإصلاح بين القبائل لكي يحقن الدماء بين القبيلتين ولكي يتم الصلح وقال بأن القبيلة التي قام أحد أفرادها بقتل الشيخ علي بن مسعده سوف تقوم بعمل صلح ودية وسوف تقوم ايضاً بإرضاء قبيلة آل مخلص فرفض الشيخ محمد بن ساقيه قبول الصلح وقال والله لن أقبل الصلح مع قاتل خالي وخال أبنائي ولن أرضى إلا بقتله ,
 (( كان خاله ,  لأن امه هي ساقيه بنت مسعده وهي أخت علي بن مسعده من جهة الأم  , وكان خال ابنائه لأن أم أبنائه هي درعة بنت حمد بن محمد وهي أخت علي بن مسعده من جهة الأب ))   . 

وبعد مرور فترة من الزمن ذهب الشيخ محمد بن ساقيه ومعه أبن أخته الشيخ صالح بن سمره والشيخ علي بن جذنه والشيخ مسفوه بن جذنه وكلهم قد عرفوا بالشجاعة  , وقد أتفقوا على أن يسيرون ليلاً وعندما كانوا في الطريق قال محمد بن ساقيه من باب التوصية لأبن أخته  صالح بن سمره  الغالي عنده  و المقرب لديه حيث قال  له : صالح يا ولدي أحذر من طعنة الدغــزة  , وفي ذلك حكمة من الشيخ محمد بن ساقيه تدل على حكمته وبعد نظره وتدل أيضاً على التذكير والتحذير ولكي تؤثر عليه ويكون لها ردة الفعل المناسبة إذا حان وقتها ولكي لا يتكرر  نفس الخطأ الأول ايضاً عندما تم تصويب أحد الرجال المطلوبين في فخذه بدلاً من التصويب على البارود الذي كان يحمله مع سلاحه , و حيث أن الحرب لا تقبل القسمة على أثنين وكذلك لكي تكون ضربة أبن أخته ضربة قاضية ولكي تدل على أنها ضربة خبيــــر بالمعارك يسددها إلى حيث ينبغي حتى يضمن لنفسه الانتصار السريع , وبعد ذلك  تم الاتفاق بينهم بأن يقوم علي بن جذنه ومسفوه بن جذنه بالمراقبة وحمايتهم حيث أن آل جذنه كانوا مشهورين بالحنكه والشجاعة ودقة الإصابة للخصم والعدو , وقد اتفقوا ايضاً مع  رجال آخرين من أحد القبائل بإحراق جزء من النخيل و بالرمي بثلاث بنادق عند الوصول للبيت المطلوب لكي يخرجون الأعداء من بيتهم وعندما وصل محمد بن ساقية و صالح بن سمره الى البيت المطلوب تم أحراق النخيل والرمي بثلاث بنادق  كما تم الاتفاق عليه من قبل  ,  ثم أمروا الرجال الذين كانوا بداخل البيت المرأة لكي تخرج وتتأكد بأنه لا يوجد أحد خارج المنزل أو حوله , وقالوا لها خذي شعله من النار لكي يتم إضاءة الطريق أمامك ولكي تتأكدين بأن الطريق آمن أمامنا وقبل وصولها الى الباب الخارجي انطفأت الشعلة التي كانت معها  ثم عادت الى  الرجال تخبرهم بانه لايوجد أحد بالخارج ثم قالت ( دربكم سفر ) أي أن الطريق آمن ولا يوجد خطر أمامكم ثم خرج الرجل الأول وكان صالح ابن سمره أمام الرجل الاول وضربة ضربة قوية مع الكتف ونزل بالسبيكي الى البطن وشق هذا الجزء ورماه الى خاله  حيث أن الكلمة التي قالها له خاله قد وقعت في نفسه موقع الاستفزاز والتحدي , وفي تلك اللحظات كان محمد بن ساقيه وهو يقتل الرجل الثاني ويشقه بالسبيكي من الكلية اليسرى الى الكلية اليمنى وقام بقسمه الى نصفين ثم  رد بعد ذلك على أبن اخته  قائلاً:  بأن هذا طعن الزعل يا صالح ثم أخذوا سلاح الرجال المقتولين  وذلك كأثبات بأنهم أنتصروا على أعدائهم وقاموا بأخذ الثأر , وتم ايضاً أسترجاع بندق الشيخ علي بن مسعده  , ثم عادوا الى أصحابهم بعد الأنتصار , وفي صباح اليوم التالي  قاموا بالعرضه الحربية  , بالبنادق التي حصلوا عليها تعبيراً عن فرحة الانتصار وعند سماع صوت البنادق قال احد المشايخ الموجودين والله انها صوت بندق ابن مسعده واصوات بنادق الرجال الذين قتلوا كذلك  وهم الأن يعرضون بها جميعاً بعد الانتصار والأخذ بالثأر , وقد كان قديماً يتم معرفة مكان الشخص من صوت بندقه  و يتم معرفة صاحب البندق من صوتها  أيضاً   , 

أما الشيخ محمد ابن ساقيه والشيخ صالح ابن سمره فقد كانوا يرددون الأبيات التالية في العرضه الحربيه وكانت من ابيات  أبن سمره  :  


رد البـــــــــــــــراء والصـــلــــــح منـــــــا                


               والنـــــــــــــذل مـا نسمــــــــع جوابـــــــه


ربعــــــي على الحــــــــــــارب تــثــــنــــــا                


               مثــــــــــل البحـــــــر تصفــــــق جــلابـــه


حــــــــــرابنــــــــا وفقـــــــــــــه معنـــا          


               نسقيــــــــه ســـــــــــــمٍ مـــــــا درى بـــه


________________________________________



ابيات ابن سمره يرويها الشيخ محمد بن مسفر آل مخلص 






السبت، 4 فبراير 2006



( 2 - 4 ) الشيخ محمد بن ساقيه وأبنه حسين وأخذ ثأر رجلان من قبيلة آل مطلق . 


قام أثنان من أحد القبائل المجاورة وهم معروفين بشجاعتهم وقوة بأسهم  وكان يضرب بهم المثل في الشجاعة بقتل رجلين من قبيلة آل مطلق وكان أحدههم مقتول في ليلة زواجه  غدراً , وقد علم الشيخ محمد بن ساقيه بذلك هو وأبنه حسين بن درعه وكان حسين في ذلك الوقت صغيراً في السن ولكن كبيراً  في الفعل  , وقال الشيخ  لأبنه : علينا بأن نكون أمامهم وقد توقع مرورهم مع أحد الطرق , وقد كان الوقت ليلاً وكان  الشيخ محمد بن ساقيه محتزم بالسبيكي وفي يمينه الرمح  وابنه كان معه عصا من الشوحــط وكان يهتم بها كثيراً ويجهزها للقتال وكان رأسها مثل رأس الرمح تماماًً وعصي الشوحط  معروفة بقوتها , وعند رؤيتهم قام الأب بتوصية أبنه بأن يثبت الرجل من خلفه لأن الشيخ محمد بن ساقيه كان كبيراً في السن في ذلك الوقت , وبعدها  أنطلق  أبنه حسين بن درعه وكان أسرع من البرق ولا شك انه ينطبق عليهم قول الشاعر : 

وإن دارت بهم خيل الأعـــــــــــــادي 

                  ونــادوني أجبت متى دعيــــــــــــت

بسيــــــف حـده يـزجـــي المنــايــــا              

                 ورمح صــــــدره الحــــتف الممــيت

خلقت من الحديد أشـــــــــــد قلبــــاً
              
               و قـد بــلـــي الحــــــديــــــــد ومابـليت

وإني قد شـــــربت دم الأعــــــــــادي
             
              بأقـحــــــــاف الـــــرؤوس ومـــا رويت

وفي الحــــــرب العوان ولدت طفلاً

             ومن لــبن المعـــــامــــع قـــد  ســـقيت

فما للرمــــــــح في جسمــي نصـــيب    
           
             ولا للســــــــــــيف في أعضاي  قـــوت


وعندما شاهد الأعداء هجومهم فـــر هارباً  الرجل الأول لينجو بحياته بعد ما تأكد بأن الموت قادم لا محالة  وأختبأ في حفرة عميقة وبقي الرجل الثاني ولم يستطيع الفرار ثم قام الشاب بتسديد طعنه اليه وصوبها الى يده حيث انها اخترقت يده مع قوة الضربة وقوة رأس العصا  التي كانت مثل الرمح تماماً في قوتها  ثم قام بعد ذلك بلف ذراعيه الى رقبته لكي يضمن عدم تحريك يديه ولكي يحمي نفسه كذلك وقام بتثبيت رجليه كذلك  وعند وصول والده  قام الرجل بمحاولة الدفاع عن نفسه والالتفاف يميناً ويساراً  لكي يكون الأبن أمام الشيخ أبن ساقيه ولكي يقتل ابنه بالسبيكي بدلاً منه في ظلام الليل  ولكن  قد كان الأب أشد حرصاً على ابنه وأكثر معرفة في أمور الحروب وأكثر خبرة  في الكــر والفـــر , والذي جرب المعارك لا يستوي مع الذي لم يجربها  كما قال الشاعر :


مَتَى  نَنْقُلْ  إِلَى   قَــــــوْمٍ   رَحَــــــانَـا  

               يَكُونُـــوا  فِي  اللِّقَــــاءِ  لَهَا  طَـــحِـينَـــاً

بِشُبَّـــــــانٍ   يَرَوْنَ   القَتْلَ   مَجْــــــدَاً 

              وَشِــــيــبٍ  فِي  الحُـــــــرُوبِ  مُجَـــرَّبِـيـنَاً


وعند وصول الشيخ ابن ساقيه قام بإمساك يد الرجل ثم سأل أبنه هل اليد لك فقال أبنه : لا ,  وان اليد هي يد العدو وبعدها أعتزى الشيخ محمد بن ساقيه بعزوته وقال ( كـــــبــــيـــر البـــــخـــت أنا أبو حسين ) ثم قتل الرجل المطلوب قتله وأخذوا الرمح الذي كان معه وأخذوا الجنبية ايضاً  ثم قاموا بعدها بالبحث عن الرجل الأخر لكي يقتلونه مع الرجل الأول  , ولم يجدوه  وكتب الله له النجاة  , وبعد ذلك عادوا الى قبيلتهم  بعد  الانتصار وأخذ الثأر وبعد قتل ذلك الرجل سمي ذلك المكان الذي قتل فيه بالرجل المقتول الى يومنا هذا  , أما من ناحية الرجل الذي أختبأ  , لم يتحرك حتى ذهبوا وبعد ذهابهم قام بالفرار الى دياره وأخبر جماعته بعد نجاته بأنه لم يشعر بخوف في حياته أشد من تلك الليلة التي كتب الله له النجاة فيها . 

الخميس، 2 فبراير 2006

( 2 - 5 ) حقوق الجار عند العرب في العصر الجاهلي وفي الإسلام .



للجار حقوق وهي من شيم العرب وكان العرب في الجاهلية وقبل الإسلام يفخرون بحماية الجار وغض البصر عن محارم الجار ومن ذلك قول الشـــاعــر والفــارس عنترة العبسي : 

وأَغُضُّ  طرفي إن بدَتْ لي جارَتي


                                    حتى يُــواري جــارتــي مـأْواها


وكذلك قوله ايضاً في الفخر بحماية الجار واكرام الضيف 


وَإِنّي لَأَحمي الجارَ مِن كُلِّ ذِلَّةٍ


                                  وَأَفرَحُ بِالضَيفِ المُقيمِ وَأَبهَجُ




ولا يخفى على البعض أيضاً حرب البسوس في الجاهلية التي دامت حوالي 40 سنة بين بكر وتغلب  وسبب الحرب بأن جارة الأمير جساس بن مره وخالته في نفس الوقت كان لها جار وأسمه  سعد  وكان لجارها ناقة تسمى سراب حيث انها مضت  ترعى في حمى كليب بن ربيعة التغلبي الذي انكرها بعد ما رآها ثم رماها بسهم فأقبلت الناقة الى صاحبها والدم يسيل منها وبعد ذلك علمت البسوس بما حصل لناقة جارها وطالبت بأخذ حق جارها لأنها لا تستطيع بأن تأخذ حقه وقالت ابيات قد عرفت عند العرب بأنها ابيات الفناء  أي انها ابيات الهلاك وشرارة نار الحرب بين القبيلتين  , حيث قالت :


لَعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ في دَارِ مُنْقِذ
 
                             لَمَا ضِيْمَ سَعْــدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي

ولكِنَّنِي أَصْبَحْتُ في دارِ غُرْبَةٍ

                           مَتَى يَعْدُ فِيها الـذِّئبُ يَعْدُ على شَاتي

فَيَا سعدُ لا تَغْرُر بِنَفْسِكَ واِرتَحل

                              فإنَّكَ في قَــوْمٍ عنِ الجــارِ أَمْــوَاتِ

ولما سمع الأمير جساس بن مره هذه الابيات غضب غضباً شديداً وقال : لأقتلن بناقة جارك كليباً حيث انه ركب فرسه ثم ذهب إليه وقتله وذلك ً ثأراً لجاره وجار خالته في نفس الوقت وبعد مقتل كليب قال جساس هذه الابيات :

فَاِصبِر لِبَكرٍ فَإِنَّ الحَربَ قَد لَقِحَت

                                        وَعَزِّ نَفسَكَ عَمَّن لا يُواليها

فَقَد قَتَلنا كُلَيباً لَم نُبالِ بِهِ

                                   بِنابِ جارٍ وَدونَ القَتلِ يَكفيها

نَحمي الذِمارَ وَنَحمي كُلَّ أَرمَلَةٍ

                                    حَقّاً وَنَدفَعُ عَنها مَن يُعاديها


وقال ابيات اخرى منها :

إِنَّما جاري لَعَمري
فَاِعلَموا أَدنى عِيالي
وَأَرى لِلجارِ حَقّاً
كَيَميني مِن شِمالي
وَأَرى ناقَةَ جاري
فَاِعلَموا مِثلَ جِمالي
إِنَّما ناقَةُ جاري
في جِواري وَظِلالي
إِنَّ لِلجارِ عَلَينا
دَفعَ ضَيمٍ بِالعَوالي
فَأَقِلّي اللَومَ مَهلاً
دونَ عِرضِ الجارِ مالي
سَأَودي حَقَّ جاري
وَيَــدي رَهـــنُ فِعـــــــالي
أَو أَرى الموتَ فَيَبقى
لُؤمُهُ عِنـــــدَ رِجــــــــالي

وبعد ذلك سمته العرب حامي الذمار ومانع الجار  



ومن الاشعار التي قيلت في حقوق الجار قصيدة للأعشى  حيث قال :

إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:

                       أوصيكمُ بثلاثٍ، إنّني تلفُ

الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ

                      حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ

وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ

                        يوماً منَ الدّهرِ يثنيهِ، فينصرفُ

وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَة ٌ

                    إذا تلوّى بكفّ المعصمِ العُرُفُ

يقول الشاعر بأن أعز الناس لدينا وهو أبونا كان قد أوصانا بثلاث وصايا نعتز بها ونحرص عليها  وهي القيام بحق الضيف وحق الجار وقتال الأعداء , واذا كان القتال مذموما" في أحوال فهو محمود في أحوال ومنها اذا حدث من الأعداء مالا صبر عليه كانت هذه بعض من الحفاظ على حقوق الجار في الجاهلية ولما جاء الإسلام  عظم حق الجار على جاره  لقوله تعالى :


واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )

والرسول أوصى بالجار لقوله صلى الله عليه وسلم :     


(مَا زَال جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ )

والجيران ثلاثة :  جار له حق واحد وهو جارك غير المسلم  ( له حق الجوار ) ,  وجار له حقان وهو جارك المسلم  ( له حق الجوار وحق الإسلام ) , وجار له ثلاثة حقوق وهو جارك  المسلم  ذو رحم ( له حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم )

و العرب يفخرون بالقيام بحقوق جارهم  ويذكرون ذلك في قصائدهم ومن تلك القصائد ابيات للشاعر والفارس راكان بن حثلين العجمي اليامي : 

قصيرنا الناموس يمشي بسوقه

                           على الكرامه لين تقفي رعاياه

نشيل حمله من علاوي وسوقه


                           ومن بيننا يقلط على موخر الشاه


وكذلك قول الشاعر مفرح بن قيعان القحطاني في حقوق الجار

ما يقطع عماس راسي كون مشخوله  

                              تقبل بها العيس من بلدان خولاني

نشري لها العيزرية كل مشغوله 
     
                         ونسوق فنجالها للضيف والعاني

والجار ندعيه للكيفات  وندوله    
   
                           شف كل طير على مرباه شفقاني

نصبر على زلته وندمدم خموله  

                           وياتي بديله من العربان جيراني

ما نتبع اللي يصك الساق خلخوله

                                للي يسوم الردا ما حن بخلاني

بيبان عيبه عن الشمات مقفوله

                             نصكها بالغلق ما حن بطفقاني

لا بد ما ينقطع من دارنا زوله

                             وندرى على غيبته من سرق الأعياني


يقول الشاعر الشيخ فراج بن ريفه :

والجار يطرينا ونطلق لسانه

                     ونوفي مواجيبه ونكسر له الجال

وان جا على الما  ما حد جا مكانه   

                      لو كان مضمين ولو كان منهال

ولا نسايس حرمته بالخيانه

                        ويشد منا ما بعد حس له بال

ويدعى على بر كثير دهانه

                      وشحوم ضان فترت كل هلال


ويقول الشاعر فلاح بن محمد القرقاح :



ولا يذلل ضيف مجلسك لو يرفع عصاه 

                      ولا تردى في نسيبك ولا ترخص ذويه

وحتى سابع جار لو جار لا تسهج حماه

                       عقب اللي ما ينومس قصيره ويحميه


والرجل العربي النبيل عندما يكون جاره من المؤذين له فسوف يرحل عنه دون أن يسبب له الأذى وقد ترخص داره عنده وذلك لقول الشاعر العربي : 

يلومونني أن بعت بالرخص منزلاً
           ولم يعرفوا جاراً هناك يُنغص                        
فقلت لهم كفوا الملام فإنها
                                  بجيرانها تغلو الديار وترخص

  اما الشاعر النجدي العنزي

فمن شعره هذه القصيدة التي سميت بشيخة القصيد و قالها يحث على حســن الجـــوار و مكـــارم الأخــــلاق و يعتز بفعل جماعته ولهذه القصيدة سبب و هو أن النجدي كان قد نزل عليه رجل من أحد القبائل مطالب بدم من قبل جماعته وأدخله في جيرته وبقى عنده مدة من الزمن و كان لهذا الجار أبن صغير و عندما كبر ولد جاره لحق العنزي منه أذى فصبر كما صبر المهادي و عندما لم يبقى للصبر مجال طلب من جماعته أن يذهبون لجماعة هذا الجار فيطلبون العفو عنه وقبوله لكي يرجع لهم و في حال طلبهم دفع ديه فأن قبيلتة مستعدين لذلك و هو لم يخبرهم بما عمل ابن الجار من إساءة له ولكنه ادعى أن الموضوع حرص على انهاء مشكلة جاره مع اخصامه و ركبوا  جماعته رواحلهم و معهم النجدي و توجهوا إلى جماعة الرجل لطلب أخصامه بالتنازل و وافقوا على قبوله بعد دفع الدية فدفعوا الدية قبيلة العنزي و عاد الرجل الى قومه ويقال أن الولد المؤذي عمل  جناية عند جماعته فقتلوه ولما تسرب الخبر قال الشاعر العنزي :

يالله يالمطلوب يا والي الأقدار
                أنت الذي مدّات جودك لطيفه   
يالله يالمعبود عاون هل الكار
                    تحل شداتٍ عليهم كليفه
اللي مجالسهم بها بن وبهار
              ونجرٍ يصوّت للهجافا رجيفه
مكارمٍ للضيف عجلات وكبار
               ومفطحاتٍ في صحونٍ نظيفه
وتقليطهم للضيف قعدان وبكار
           وحيل الغنم وقت السنين الحفيفه
إكرام ضيف البيت حق وتعبار
                والكل منا يفتخر فيه ضيفه
يا مزنةٍ غرا من الوسم مبكار
                  اللي جذبنا من بعيدٍ رفيفه
تومر على كل المفالي والأقطار
           وتصبح به ريضان ربعي مريفه
صبح المطر فاحت بها ريح الأزهار
                 وتخالف النوّار مثل القطيفه
ترعى بها قطعاننا سر وجهار
            تقطف زهر مرباعها مع مصيفه
يبني عليها الشحم بنية جدار
           عقب الضعف راحت رجومٍ منيفه
قطعانّا ما ترتع بدمنة الدار
              ترعى زماليق الفياض النظيفه
ترعى بها وضحا من الذود معطار
                غبوقة الخطّار عجلٍ عطيفه
ترعى بضف الله ثم جبر وجبار
                   خيالةٍ يوم الملاقا عنيفه
أذوادنا يرعن بنا سر واجهار
            من دونهن نروي الغلب والرديفه
إن سوهجوا عنها قليلين الأبصار
           من دونها نروي السيوف الرهيفه
ماهي حكاية مسردٍ عقب ما نار
             اللي نكس وأطراف رمحه نظيفه
حنا فريق ولا نغبي سنا النار
                  ما ننزل إلا بالديار المخيفه
ودار بها الحقران ماهي لنا دار
                حتى ايش لو خصاب مريفه
وحنا لك الله من بعيدين الاذكار
             والنفس ما نلحق هواها حسيفه
حلوين للصاحب وللخصم قهار
                    وعدونا لوهو بعيد نخيفه
وتلقى منازلنا رفيعات واخيار
            والرجل عن دوس القصاير حفيفه
حنا كما مشخصٍ عن الصرف ما بار
                 بالوزن يرجح والدراهم خفيفه
هذا ولك الله من قديمٍ لنا كار
                  عن جارنا ما قط نخفي الطريفه
نرفا خمال الجار لوهو بنا بار
                نضحك حجاجه بالعلوم اللطيفه
نرفى خماله رفية العش بالغار
                ونودع له النفس القوية ضعيفه
ولا نبدي الخافي ليا صار ما صار
                 ويفلج قصير البيت لو بان حيفه
والجار له قيمه وحشمه وتعبار
                    وجاراتنا عن كل عايز عفيفه
ما زارهن من يبغي الحيف زوار
                     إلا ولا عنهن ندس الغريفه
ونكرم سبال الضيف حق وتعبّار
                    لامن ولد اللاش شح برغيفه
الجار لابده مقفي عن الجار
                     وكلٍ بجيرانه يعد الوصيفه
نبغي ليا من بدّل الدار بديار
                   وعقب البطا كلٍ تذكر وليفه
لابدها ترجع تواريخ وأذكار
            وتبقى لدسمين الشوارب وظيفه
أحدٍ على جاره بختري ونوّار
               وأحدٍ على جاره صفاةٍ محيفه
الصبر مفتاح الفرج هو والأفكار
          ومن لا صبر تصبح أحواله كسيفه
خطو الولد مثل البليهي ليا ثار
               يا زين حمله ليا تمدرا زفيفه
يشدي هديب الشام حمّال الأخطار
             زودٍ على حمله نقل حمل أليفه
وخطو الولد مثل النداوي ليا طار
              حسّه على صيد الخلا له وحيفه
ترجي العشا في مخلبه وقع واطيار
              صيده سمان ولا يصيد الضعيفه
وخطو الولد ينبش على موتة النار
             مع العرب يشبه لخطوى الهديفه
ليا بخصته ما سوى ربع دينار
                صفرٍ على عوده تضبّه كتيفه
وخطو الولد يا مال قصّاف الأعمار
                   لا نافعٍ نفسه ولا منه خيفه
وصلاة ربي عد ما خضّر الأشجار
                    على نبيٍ له شريعة شريفه